لم اتخيل عندما فتحت المدونه انه قد مر كل هذا الوقت منذ اخر مرة كتبت فيها ...
عموما مادمت قد عدت للكتابة فلم اخسر الكثير فانا على هذا الحال دائما اتوقف و اعود حسب الظروف و الحالة النفسية.
انا و الثورة
عنوان تكلم فيه كل مصري و تونسي و ليبي و يمني و سوري و حتى اسرائيلي و البقية تأتي بأمر الله ..
الثورة كانت الحلم المستحيل و لكن لأنه لا وجود للمستحيل الا في اذهان اليائسين فقد تحققت الثورة ،، كنت دائما احلم بها .. افكر فيها .. اقول : كنا صغارا يقولون لنا انه يروى في احد الازمان انه كان هناك حاكم ظالم حوله حاشية طاغية زادت في عصره الاسعار و انتشر الظلم و الفساد و زادت الضرائب ، فضج الناس و ثاروا عليه و خلعوه و وضعوا مكانه حاكم عادل و حاشية صالحة فعم الرخاء و تحسنت الاحوال .. اسأل نفسي : ما الذي لم يتحقق من هذا كله ؟ فلا اجد شيئا .. فاين الثورة ؟؟
كنت اسمع هتافا في مظاهرات الاخوان في الفترة الاخيرة يقولون : " ابني سور السجن وعلي .. بكرة الثورة تقوم ما تخلي " .. كان يهزني هذا الهتاف كثيرا .. كنت على يقين من ان الثورة اتية و لكن متى ؟؟ لم اتوقع بهذه السرعة و التسارع في الاحداث... عشنا جميعا بهجة الثورة و جمال الحلم و تفاؤله الغير مسبوق حتى ان الناس قد نزلت للشوارع تغسلها و تنظفها و تدهن ارصفتها و اسوارها .. تزرع اشجارا جديده ..كانهم يغسلون الماضي المؤلم بكل قبحة و يزرعون المستقبل المشرق الذي طالما حلموا به ...
_و الان الثورة ينطبق عليها قول الشاعر فاروق جويدة " وجه جميل .. طاف في عيني قليلا و استدار .. و مضيت اجري خلفه .. فوجدت وجهي في الجدار".
انت تصحو يوميا على اعتصامات و مظاهرات فئوية لإناس ظلوا مظلومين عقودا و يريدون العدل الآن و حالا .. و إناس يغتنمون الفرصة لتحقيق اي مكاسب و علاوات قد لا يستطيعون الوصول اليها بعد ذلك . و مريدوا السكن و مريدوا الوظائف و مريدوا المراكز و مريدوا الانتقام من رؤساء في اعمالهم كانوا يظلمونهم او لم يكونوا .. و مريدوا الفوضى الغير خلاقة من البنائين بدون ترخيص و على الاراضي الزراعية و على املاك الغير و سائقى الميكروباص و التكاتك و التاكسي و بعض الملاكي الذين قلبوا شوارعنا الى سيرك كبير ... و البلطجة بكافة انواعها المسموعة و المرئية و المكتوبة و الضاربة و السارقة و القاتلة ايضا .. انتشار الاسلحة على نحو مخيف بل مرعب بين كل طبقا الشعب ...
الضعف الامني الغير مسبوق و الناتج عن ارث عقود طويلة من القهر و الذل و الظلم و التكبر و التعالي من اصحاب المعالي و البكوات و البشوات .
ظاهرة التحرش السياسي و التي قضت تماما على التحرش الجنسي الذي سيطر ايام المخلوع و حديقة حيواناته..
حكومة تسيير الاعمال و التي تستحق الشفقة على الظروف السوداء و قلة الحيلة و عدم استقلالية القرار..
انصاف المثقفين الطالين علينا ليلا و نهارا من القنوات الفضائية و برامج الفشر شو بنظريات و آراء مدفوعة الاجر .. كل ٌ حسب سيده و جهة تمويله..
محاكمات مليئة بالمهاترات و المواقف الغريبة و المرائين و طلاب الشهرة تشعرك اننا اصحاب اكثر الثورات رحمة بطواغيها ..
حتى الآن لم يتحقق للثورة غير خلع المخلوع و بعض الحيوانات الجائسة حوله..
انا شخصيا تعبت و ارهقت جدا من الفوضى و مسرح العرائس الذي بتنا فيه..
اتمنى ان يتحقق للثورة الاحلام التى حلم بها الثوار لهذا البلد و اتمنى من كل قلبي الا يتحقق اي من احلام اصحاب البراشوتات و شلل المنتفعين و احزاب بسبسبوبي و طلاب السلطة و مريدي الفوضي و الانحلال..
و للكلام غالبا بقية ما دام في العمر بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق