الخميس، 6 أكتوبر 2011

و اخيرا عدت... انا و الثورة

لم اتخيل عندما فتحت المدونه انه قد مر كل هذا الوقت منذ اخر مرة كتبت فيها ... 
عموما مادمت قد عدت للكتابة فلم اخسر الكثير فانا على هذا الحال دائما اتوقف و اعود حسب الظروف و الحالة النفسية.
انا و الثورة 
عنوان تكلم فيه كل مصري و تونسي و ليبي و يمني و سوري و حتى اسرائيلي و البقية تأتي بأمر الله ..
الثورة كانت الحلم المستحيل و لكن لأنه لا وجود للمستحيل الا في اذهان اليائسين فقد تحققت الثورة ،، كنت دائما احلم بها .. افكر فيها .. اقول : كنا صغارا يقولون لنا انه يروى في احد الازمان انه كان هناك حاكم ظالم حوله حاشية طاغية زادت في عصره الاسعار و انتشر الظلم و الفساد و زادت الضرائب ، فضج الناس و ثاروا عليه و خلعوه و وضعوا مكانه حاكم عادل و حاشية صالحة فعم الرخاء و تحسنت الاحوال .. اسأل نفسي : ما الذي لم يتحقق من هذا كله  ؟ فلا اجد شيئا .. فاين الثورة ؟؟ 
كنت اسمع هتافا في مظاهرات الاخوان في الفترة الاخيرة يقولون : " ابني سور السجن وعلي .. بكرة الثورة تقوم ما تخلي "  .. كان يهزني هذا الهتاف كثيرا .. كنت على يقين من ان الثورة اتية و لكن متى ؟؟ لم اتوقع بهذه السرعة و التسارع في الاحداث... عشنا جميعا بهجة الثورة و جمال الحلم و تفاؤله الغير مسبوق حتى ان الناس قد نزلت  للشوارع تغسلها و تنظفها و تدهن ارصفتها و اسوارها .. تزرع اشجارا جديده ..كانهم يغسلون الماضي المؤلم بكل قبحة و يزرعون المستقبل المشرق الذي طالما حلموا به ...
_و الان الثورة ينطبق عليها قول الشاعر فاروق جويدة " وجه جميل .. طاف في عيني قليلا و استدار .. و مضيت اجري خلفه .. فوجدت وجهي في الجدار".
انت تصحو يوميا على اعتصامات و مظاهرات فئوية لإناس ظلوا مظلومين عقودا و يريدون العدل الآن و حالا .. و إناس يغتنمون الفرصة لتحقيق اي مكاسب و علاوات قد لا يستطيعون الوصول اليها بعد ذلك . و مريدوا السكن و مريدوا الوظائف و مريدوا المراكز و مريدوا الانتقام من رؤساء في اعمالهم كانوا يظلمونهم او لم يكونوا .. و مريدوا الفوضى الغير خلاقة من البنائين بدون ترخيص و على الاراضي الزراعية و على املاك الغير و سائقى الميكروباص و التكاتك و التاكسي و بعض الملاكي الذين قلبوا شوارعنا الى سيرك كبير ... و البلطجة بكافة انواعها المسموعة و المرئية و المكتوبة و الضاربة و السارقة و القاتلة ايضا .. انتشار الاسلحة على نحو مخيف بل مرعب بين كل طبقا الشعب ...
الضعف الامني الغير مسبوق و الناتج عن ارث عقود طويلة من القهر و الذل و الظلم و التكبر و التعالي من اصحاب المعالي و البكوات و البشوات .
ظاهرة التحرش السياسي و التي قضت تماما على التحرش الجنسي الذي سيطر ايام المخلوع و حديقة حيواناته..
حكومة تسيير الاعمال و التي تستحق الشفقة على الظروف السوداء و قلة الحيلة و عدم استقلالية القرار..
انصاف المثقفين الطالين علينا ليلا و نهارا من القنوات الفضائية و برامج الفشر شو بنظريات و آراء مدفوعة الاجر .. كل ٌ حسب سيده و جهة تمويله..
محاكمات مليئة بالمهاترات و المواقف الغريبة و المرائين و طلاب الشهرة تشعرك اننا اصحاب اكثر الثورات رحمة بطواغيها ..
حتى الآن لم يتحقق للثورة غير خلع المخلوع و بعض الحيوانات الجائسة حوله..
انا شخصيا تعبت و ارهقت جدا من الفوضى و مسرح العرائس الذي بتنا فيه..
اتمنى ان يتحقق للثورة الاحلام التى حلم بها الثوار لهذا البلد و اتمنى من كل قلبي الا يتحقق اي من احلام اصحاب البراشوتات و شلل المنتفعين و احزاب بسبسبوبي و طلاب السلطة و مريدي الفوضي و الانحلال..
و للكلام غالبا بقية ما دام في العمر بقية

ليست هناك تعليقات: