الجمعة، 28 مارس 2008

28\3\2008
أنا إسمي أحمد.. و عندي عيال .. هاتساعدني
يظهر إن هو ده هايكون شعار المرحلة القادمة في ظل الرخاء و إزدياد معدل النمو الإقتصادي و رخص أسعار السلع .. و جمال و هدوء و حِكمة الزوجات الفاتنات.
نصف الشلة خلعت ( يعني فلسعوا) على بره , و يظهر إني هاقعد في مصر لوحدي أكلمهم على الماسنجر..
قائد سرب الهجرة كان الطبيب البشري تامر المغازي و ده سافر على ألمانيا ,و بعده هيثم وجدي و ده بكالوريوس تربية رياضية و سافر على السعودية ,و بعده أمجد سعد و ده بقى حكايته حكاية خريج "كلية العلوم قسم حيوان" اشتغل في الأدوية البشرية فترة و دخل إمتحانات وزارة الخارجية علشان يتعين ملحق دبلوماسي بوزارة الخارجية مرتين و في المرتين يكون على وشك النجاح و يجتاز جميع الإختبارات ,و في الآخر يسقط لأسباب غير معلومة ,و في الآخر سافر على السعودية يشتغل في الكومبيوتر و الشبكات " أظن و لا مكتب القوى العاملة عندنا يعرف يعملها دي"
وتلاه الدكتور محمد أبو سالم ,دكتور بيطري سافر قطر يشتغل مندوب دعاية في شركة أدوية بشرية.
و لسة طازة المهندس حسن غانم سافر من حوالي أسبوع و لسة مكلمني دلوقتي .. و الباقي بيدوروا على عقود ... ربنا يصلح حالنا و حال الجميع .

______________________________

النهارده ححكيلكوا حكاية من حكايات الصاغة و هي محل عملي .. مر عليّ هناك حوالي تسع سنوات و شكلي كده هفضل هناك على طول ..
الصاغة مجتمع غريب غامض على غير العاملين فيه, ملئ بالأسرار و الحكايات و متميز عن أي سوق آخر بالعلاقات الوطيده بين العاملين فيه , يعني مفيش حاجة بتستخبى , كل واحد عارف كل حاجة عن الباقين نظرا للتعاملات المشتركة و المتشابكة بين أفراده .
و حكايتنا عن "الشهيد عبوده" و هو مش شهيد و لا حاجة و لكن اللقب نوع من حس الفكاهة المصري.
عبوده كان من معالم الصاغة حتى عام 2007م . و المعروف عن تاريخه إنه سافر فرنسا يشتغل هناك من زمان - معرفش إزاي- و رجع ..أكيد مترحل طبعا .. فيه ناس بتقول إن عبوده أخد جلسات كهرباء على مخه في مكان ما أثرت على قواه العقلية, و لو أني أشك في ذلك و أعتقد شخصيا إن التأثير على مخه كان بسبب تعاطي المخدرات لفترات طويلة و بكميات كبيرة لأنها بطول المدة تؤثر على الخلايا العصبية و على المخ .
كان عبوده ساكن في الصاغة و كنا نعرف إنه صحى و نزل لما نسمع صوته الجَهوري " محلات الجوهرة بتحيي المدينة المنورة " , أو يصيح هازئا "توفى إلى رحمة الله تعالى المعلم ميخائيل عبد الله أبو ...... كبيرة"
وكان الهدف من التحيات أو الإستهزاء هو الحصول على جنيهات قليلة تكفيه للإفطار و السجائر و بعد كده يوزع السجائر اللي إشتراها على العاملين في الصاغة.
يفضل طول النهار يلم في فلوس و لما ييجي الليل يروح يشتري بطيخة و حلاوة و عيش و جبنة و يروح قسم الشرطه الساعة الثانية أو الثالثة صباحا و يصيح بأعلى صوته " إنتبااااااااااااااااه" .. يعمل فزع و رعب في القسم من أول ضابط النوباتشية حتى المخبرين و العساكر , الكل يفتكر إن فيه تفتيش أو المأمور جه . الكل يجري يلاقي المعلم عبوده اللي يضحك بأعلى صوته و يقول " صحصحوا يا حكومة" و يسيب الأكل للناس اللي في الحجز, و يرجع يروح على بيته إستعدادا ليوم جديد من مغامرات "عبوده في الصاغة " .
كان بيلم الفلوس باللين أو بالإكراه و من يجرؤ على الرفض يكون جزاؤه قالب من الطوب في زجاج المحل ..و لأنه معاه شهادة معاملة أطفال.. الكل كان عارف إنه مش هاياخد معاه حق و لا باطل .
هرب من مستشفى الأمراض العقلية كتير, نط من بلكونة بيته في الدور الثاني أكتر من مره , مسك سلوك الكهرباء , هدد الناس بأنبوبة بوتاجاز مفتوحة..وأخيرا و بعد سنوات طويلة من الكفاح من أجل البقاء .. توفى الشهيد عبوده " اللي مش شهيد و لا حاجة" إثر جرعة مخدرات زائده ليُريح الجميع من حنجرته و إتاواته, و يريح العاملين في القسم من ال " إنتبااااااه" .

ليست هناك تعليقات: